سما أطفال » قصص وحكايات » قصص وحكايات:الأرنب الحكيم
غادر الأرنب الحكيم الغابة، هذه هي عادته كل عام، يسافر في جولة حول الغابة، يجمع المعلومات، ويأتي بالكتب الكثيرة، ويقرأ كل ما تقع عليه عينه، ثم يكتب ما استفادة مما قرأ ومما رأى.
لم يغلق الأرنب الحكيم منزله أبدا، حتى أثناء سفره، يتركه مفتوحا، ويشير إليه حين وداعه لمعشر الأرانب قائلا " تركت فيكم كل ما تحتاجونه، فحافظوا عليه" .
وبعد سفره بأيام، هجم ذئب على وادي الغزلان المجاور لوادي الأرانب، أثار الذعر والخوف في قلوب الحيوانات الضعيفة، وجعلهم يعيشون في قلق شديد، ينتظرون الموت في أى لحظة، لأنه يهجم عليهم مرتين في اليوم، عند الغذاء مرة، وفي العشاء مرة ثانية.ثم عقد الذئب اتفاقا مع الغزلان، وهو أنه لن يهجم عليهم بعد ذلك، حتي لا يزعجهم، بشرط أن يرسلوا إليهم غزالة كل يوم في الظهر، أما عشاء الغد سوف يهجم علي وادي الأرانب، ليفترس واحد منهم، لأنه يريد عشاءا خفيفا، لأن العشاء من الغزال ثقيل علي معدته.
منذ أن هجم الذئب علي وادي الغزلان، والأرانب تجتمع كل يوم، يفكرون في وسيلة للخلاص من هذا الذئب، فلم يجدوا، حتي جاءهم خبر الاتفاق بين الذئب وبين الغزلان، فاشتد بهم الخوف، وتمنوا لو أن الأرنب الحكيم بينهم الآن، حتى يفكر لهم في مخرج من هذه الورطة، فهو أكثرهم حكمة، وعنده حل لكل مشكلة.
وكان بينهم أرنب صغير تعود ألا يجتمع معهم ، لأنه دائما يجلس في بيت الأرنب الحكيم، يقلب في المكتبة، ويقرأ في الكتب، فيلومونه لأنه لم يشاركهم في اجتماعاتهم، ولم يفكر في الذئب الذي سوف يهجم على وادي الأرانب في عشاء الغد.
وعند الظهر، دخل الأرنب الصغير علي الأرانب وهم في اجتماعهم، يسحب شرك نصبه صياد لاصطياد الحيوانات، فسألوه في عجب: لماذا أتيت به. إلي هنا؟.
ابتسم وقال:
- هذا هو الحل
- كيف يكون الحل وهو خطر علينا؟
- سوف نستخدمه في الخلاص من الذئب.
نظرت الأرانب بعضها لبعض، وتعجبوا، وسألوه أن يشرح لهم خطته، فقال: سوف نضع هذا الشرك علي باب الوادي في طريق الذئب، حتي يقع فيه، وقتها سوف يقيده عن الحركة، فنرجمه بالطوب ونضربه بالعصي حتى يموت، وبهذا نتخلص من هجومه علينا.
سأله أحد الأرانب: من أين أتيت بهذه الفكرة.؟.
ابتسم وقال: تذكرت كلمة الأرنب الحكيم التي يقولها حين يسافر في كل مرة، "تركت فيكم كل ما تحتاجونه، فحافظوا عليها"، وكان يشير إلي المكتبة، فعرفت أن المكتبة فيها الخلاص من كل المشاكل، وذهبت لأقرا الكتب، عثرت علي كتاب أحوال الغابة، الذي كتبه الحكيم الكبير، فعرفت الكثير منه، وعرفت أيضا مكان هذا الشرك، واستخلصت من القراءة فكرة قتل الذئب.
فرحت الأرانب بهذه الفكرة، وسألوه: متى نبدأ..؟.
بعد ظهر الغد، سوف نرسل له رسول من عندنا، يدعوه لاختيار واحد من الأرانب لنرسله له على العشاء، وبهذا يفرح الذئب، ويظن أننا خضعنا لأوامره، فيأتي إلينا، ونضع الشرك علي باب الوادي، وبعد الشرك بخطوات، يقف مجموعة من الأرانب، نوهمه بأنهم وليمته، وعليه أن يختار عشاءه الليلة منهم، وقبل أن يقترب منهم، سوف يقع في الشرك.
ولماذا نرسل له الرسول بعد الغداء؟
- نعم، لقد علمت من الكتاب أن الذئاب لا تهجم علي فريستها بعد وجبتها مباشرة، لأن بطنها تكون مليئة ، ولذلك نرسل له الرسول بعد وجبته من الغزلان، حتى نأمن شره على الرسول.
- رائع أيها الأرنب،
- ولابد أن نبلغ إخواننا الغزلان بهذه الخطة، حتى يأتوا لمساعدتنا في القضاء عليه، فكلما كثر العدد ، أثرنا في نفسه الرعب.
وبعد ان مات، شكرت الأرانب والغزلان الأرنب الصغير، لأنه فكر في هذه الخديعة التى قتلوا بها الذئب، وأدركوا أن القراءة هي الطريق لحلول الكثير من مشاكل الحياة، لأن بها ينمو العقل و تتسع المعرفة، واعترفوا أنهم لم يدركوا قول الحكيم الكبير، الذي كان يقوله حين يودعهم كل مرة "تركت فيكم كل ما تحتاجونه، فحافظوا عليها"، واعترفوا أن الحياة لا غني فيها عن القراءة والمعرفة، وتم تعين الأرنب الصغير خليفة للحكيم الكبير، بشرط أن يعلمهم القراءة والكتابة.
تاليف وكتابة : الأستاذ عبد الباسط البطل
رسوم : فاطمة الزهراء كمال
رسوم : فاطمة الزهراء كمال
المصدر:مجلة سمير
أصدقاء(سما أطفال)
0تعليقات Blogger