برنامج سويدي يرصد معاناة متشردين مغاربة

تطرقت قنوات سويدية إلى موضوع التشرد في الشوارع، من خلال استجواب عدد من الأطفال المغاربة القاصرين، الذين عرضوا معاناتهم في السويد والمشاكل التي يعانون منها.
البرنامج الذي بثته قناة "TV1" و"SVT" الوطنيتين، رصد معاناة الأطفال المغاربة في الشوارع السويدية، وسط غياب تام لأي متابعة مغربية لوضعيتهم، حيث أكد الأطفال القاصرون الذين تم استجوابهم بأنهم لم يتمكنوا من التواصل مع المصالح الدبلوماسية المغربية في السويد.
هذا المشكل امتد، بحسب التحقيق، إلى عدم وجود أي إثبات لجنسيتهم في ظل تقاعس المصالح الدبلوماسية عن القيام بمهمة إثبات هويتهم المغربية.
ونقل البرنامج أقوال عدد من الأطفال المغاربة الذين عبروا عن معاناتهم في الشوارع، حيث كشف التحقيق التلفزيوني أن هذه الفئة أضحت عرضة لعصابات الاتجار بالمخدرات في السويد، بالنظر إلى إقامتها في الشوارع، وعدم وجود أي معيل للمتشردين المغاربة الذين اختاروا الهجرة إلى ستوكهولم.
وانقسم المتشردون المغاربة بين متقن للغة السويدية، وبين من اختار الحديث باللغة الدارجة المغربية، حيث أكدوا أن واحدا منهم توفي قبل مدة في الشارع نتيجة للوضعية المزرية التي يعيشونها.
ويبيت أغلبهم في بعض المطاعم التي لا تغلق أبوابها طوال ساعات اليوم، كما أن فئة أخرى تذهب لمحطة القطار المركزية في العاصمة ستوكهولم، بينما يبيت آخرون في العراء، مما يجعلهم عرضة لملاحقة الشرطة السويدية.
فريق إعداد التحقيق تمكن من الوصول إلى متشرد مغربي منذ أربع سنوات في شوارع ستوكهولم، استطاع الوصول إليها بعد عبور ثلاثة دول أوروبية أخرى، هي إسبانيا وفرنسا ثم ألمانيا.
ويتعلق الأمر بمهاجر في العشرين من العمر، ينحدر من مدينة طنجة، تمكن من العبور إلى إسبانيا من خلال الاختباء في إحدى شاحنات نقل البضائع.
وبعد الوصول إلى الضفة الأخرى، ألقت عليه الشرطة الاسبانية القبض، ثم أدخلته إلى إحدى الإصلاحيات، لكن مقامه لم يطل كثيرا هناك، حيث تمكن من الرحيل إلى فرنسا التي لم يمض فيها إلا أسبوعا واحدا.
ومن فرنسا كانت الوجهة ألمانيا، التي تمكن بعدها من الوصول إلى السويد، حيث اختار العيش في شوارع عاصمتها، بالرغم من الصعوبات التي يواجهها.
وأكد المتحدث ذاته أن عددا من الأطفال المتشردين المغاربة في الشوارع لا يستطيعون السرقة من أجل توفير المال لكي يوفروا لقمة العيش، لكن عددا منهم "يمارس الجنس مع من يبحث عن ذلك في الشارع"، على حد تعبيره.
متشرد آخر قال إن المغاربة الذين يتقاسمون أرصفة الشوارع يتحاشون التقدم بطلب اللجوء مخافة أن يتم إرجاعهم إلى المغرب، موضحا بأنه حتى لا ينكشف أمره لدى عائلته في المغرب، فإنه يحكي لها عن كون السويد "جميلة وشعبها طيب".
وتعتبر القناتان "SVT" و"TV3"، اللتين عرضتا التحقيق، من أكثر القنوات السويدية مناصرة للأحزاب اليسارية التي تمكنت من الوصول إلى قيادة الحكومة السويدية.
أصدقاء(سما أطفال)
تعليقات Facebook
0تعليقات Blogger